نجمة ميشلين

 نجمة ميشلين 

من شركة تصنع الإطارات لأهم مُقيّم مطاعم في العالم

 

 

تتنافس المطاعم حول العالم للحصول على نجمة ميشلين، فالمطعم الذي يملكها يستطيع أن يُثبت لزبائنه جودة طعامه العالية والثابتة. فالميشلين بالنسبة للطبّاخين هي بمثابة جائزة نوبل للعلماء، وبوليتزر للصحفيين، والكرة الذهبية للاعبين كرة القدم، والميدالية الذهبية بالأولمبياد لمحترفي الكاراتيه. ولكن جائزة نوبل مُقدّمة من مجلس علماء، والكرة الذهبية من خبراء كرة القدم، والأولمبياد من حكّام كاراتيه، إلا أن نجمة ميشلين مُقدمة من شركة صناعة إطارات. 

 

 

في بداية القرن العشرين، كان عدد السيارات التي تعبر شوارع باريس المرصوفة لا تتعدى ٣٠٠٠ سيارة، مما أثّر سلبًا على مبيعات شركة ميشلين المصنّعة للإطارات. فاجتمع أصحاب الشركة الأخوين أندريه وإدوارد لإيجاد حلّ لرفع المبيعات فقرّروا طباعة دليل لأفضل الأماكن والمطاعم في باريس.

 

 كان الهدف من ابتكار دليل ميشلين هو إشعال حماس الناس لاستخدام السيارات لزيارة هذه الوجهات. فنشرت الشركة موظفيها الغامضين لتقييم الحدائق والفنادق والأماكن العامة والمطاعم لإضافة النخبة منها فقط في الدليل الذي نُشر في آخر القرن التاسع عشر مجانًا، ثم بيع بـ٧ فرنكات في بداية القرن العشرين، وفي نهاية القرن بيعت منه أكثر من ٣٠ مليون نسخة في أربع قارات، ويُعدّ دليل ميشلين الآن أهم دليل لإثبات روعة المزار أو المطعم.

 

 

كيف يتم التقييم؟ 

 

توظّف شركة تصنيع الإطارات مقيمي طعام بدوام كامل للسفر حول العالم وتذوق منيو ١٠ مطاعم أسبوعيًا لتقييمها. ولا يُفصح المقيّمين عن هويتهم لا لأصحاب المطعم ولا عائلاتهم أو أصدقائهم. وقد يذهبون للمطعم لوحدهم أو كمجموعة مع أصدقائهم، وأما المعايير التي يتم بها تقييم المطعم فليست واضحة، ولكن الشركة تؤكد أنها لا تهتم بديكور المطعم أو مدى فخامته أو بشهرة رئيس الطبّاخين، بل تصب اهتمامها على لذّة الأكل وتناغم النكهات وثبات الجودة وإضفاء الطابع الشخصي على الأطباق.

 

 

النجمة نعمة ونقمة 

 

يقول الطاهي تشارلي كلوفير، الذي حصل مطعمه كلوفير هيل على نجمة ميشلين، بأن مبيعات مطعمه ارتفعت، فحين كان المطعم يُحجز لنصف يوم ونصف شهر أصبح المطعم يُحجز لشهرٍ كامل. في المُقابل، يؤكد الشيف نيك كوكوناس أن مبيعات مطعمه لينيا الحاصل على ثلاث نجوم ميشلين لم تتأثر بالنجوم، بل بالسمعة بين الناس وتصوير الزبائن لتجربتهم للمطعم في انستغرام. 

 

وليست المبيعات فقط هي التي قد تتأثر بنجمة ميشلين، فحتى أداء المطعم وإدارة كبير الطهاة للموظفين قد ترتبك بعد الحصول على النجمة التي قد يُقرّر مقيمي الطعام الغامضين سحبها إذا لم يكن الأداء ثابتًا. ففي شيكاغو حصلت ثلاث مطاعم فقط على نجمتي ميشلين وجميعهم أخفقوا في تحمّل سطوعها فأغلقوا الأبواب.

 

 

من فرنسا.. للرياض؟

 

يتربع المطبخ الفرنسي على رأس قائمة أكثر دولة تمتلك مطاعمها نجمة ميشلين بواقع ٧٥٨ مطعمًا، وتتبعها اليابان بـ٥٤٤ مطعمًا، والسؤال الأهم هو: لو دخل دليل ميشلين للرياض فكم مطعمًا سيحوز على نجمة؟ 

تعليقات

ما أحبه القرّاء