٦ نوفمبر: نحنُ والقصص
٦ نوفمبر: نحنُ والقصص
جميعنا نحمل في طيّاتنا قصصًا
أن تُخلق يعني أن تَملك قصّة، وقصتك تبدأ منذ لحظة ولادتك.. فهل كُنتَ صعب المراس فعاندت وحاربت كل المتغيرات حتى لا تخرج من رحم أمك؟ أم أنك استسلمت لتلك الانقلابة واستمتعت برحلة الخروج للحياة؟
ماذا عن طفولتك؟ أخرجت لتلعب مع أطفال الجيران في الشارع؟ أم أنك قضيتها مسجونًا بين جدران المنزل؟ هل اكتشفت موهبتك في عمر التاسعة؟
ما هي القصص التي تتجرعها؟ أتقرأ أدب نجيب محفوظ؟ أسافرت معه عبر زمن بين القصرين لقصر الشوق فالسكرية؟ أم أنك تستمتع بإشاعات الأهل والجيران وتستلذ بالبهارات المضافة إليها؟ أقرأت لهاروكي موراكامي؟ أم تقرأ قصص كبنتر على تويتر؟ قل لي ماذا تقرأ؟
ماذا عن شخوص قصتك؟ هل يحركوّن الأحداث ويتحدّونك أيها البطل؟ أم كلهم كومبارس وأنت ملك الأضواء؟ هل تتبعك الكاميرا في الشارع والحديقة والجامعة والمنزل والغرفة والحمام؟ أما أنها تتنقل بينك وبين الأخرين؟
هل العالم يحاول إيقافك بالكبريتِ والنارِ؟ هل طعنوك الصحبُ بالسكين؟ أم تعرضت للمسات لم تعجبك؟ أو حُبست في قفص مع إنسان لم تستسغه؟ أم أنجبت نعمة انقلبت نقمة؟ هل قصتك قصة كفاح؟ هل قصتك قصة كبرياء؟ فيما تفكر ومما تخاف؟ أتخاف الله أم الناس؟ أيرعبك الشلل أم الصمت؟
أتلبسين فستانًا طويلًا يُشبه ملابس حريم السلطان؟ أم ترتدين جينزًا وأقرب قميص؟ أتدرثين جسدك بالسواد؟ أو ترمين عليه من كل الألوان؟ أتعتمر الغترة الحمراء؟ أو ترتدي كرفتة سوداء؟
أتتناهى لك الضحكات بعد كل جملة تقولها وكأنك تشاندلر؟ أم تدّب الطبول والموسيقى والنياح بعد كل حركة مثل مسلسل "دارك"؟ هل تسمع صوت عبد الحليم عبد الحافظ أو أنغام؟ أم أنك تسمع موسيقى الجاز؟
هل عباراتك رشيقة لطيفة تتمايل لتصلّ للنفوس قبل الأذان؟ أم أنك تتخذ الصمت ملاذًا في كل زمان؟ أتتخذ الأرقام لغة أم الكلمات شغفًا؟ أتتحدث لتُثير شكًا وتزعزع نفسًا أم لتُطمّئن روحًا وتشفي جريحًا؟ هل تستشهد بما تعرفه وتتباهى بكل علم أنت به عليم أم تصمت خجلًا وفي داخلك ألف برهان ودليل؟ هل كلامك يُنقش على حجر الذاكرة أم يطير مع هبوب الريح؟
من أنتَ في القصة؟ ما كلماتك في الحبكة؟ ما أسلحتك وقوتك؟ من هم شخوص قصتك؟ كيف انتهيت لهذا الموقف؟ وكيف تعاطيت مع هذا الحدث؟ هل استمريت في الاندفاع أم قررت التواري؟ هل اتخذت الحياة سباقًا أم استمتعت بالتمشي؟ أجلست تحت ظلّ الشجرة أم تسلّقت الجبل؟
مدونتك جميلة ورائعة جداً، استمري دائماً وان شاء الله تصدرين كتاب مستقبلاً.
ردحذفشكرًا لك نويّر، أسعدتيني الله يسعدك.
حذف