إلى الذي لم امنحه اسم بعد


إلى الذي لم امنحه اسم بعد




 لن امسك بيدك لأخرجك من راحة الظلمة إلى عذاب النور. ولن أشجعك على وحشة الحياة لأنك لن تستطع. لا أرغب في أن انجبك إن لم ترغب في أن تعاني. تظهر على حركاتك الدائمة وسط أحشائي وقت نومي، واستيقاظي، واستحمامي، وبكائي أنك ابن  سعيد لا ترغب في أن تشقى أبدًا. ونحن هنا لا نحصل إلا على التعاسة يا بني، وان حصلت على السعادة فبقدر معلوم عندما نسلّم بالقدر المؤلم.  لن تصبح تلك الشابة البيضاء ذات القوام الممشوق زوجتك، وسأخبرك بأمر علمت أنه سيصدمك منذ شعوري بركلاتك القوية أثناء هتاف الجمهور إثر هدف سُجّل في الدقيقة التسعين، أنت يا بني لن تغدو لاعب كرة قدم،  فوالدك سيء في الرياضة بكافة أنواعها، لن تقدر على الصراخ أمام جمهور يهتف لك بعد تسجيل الهدف، أو نزع قميصك بعد انتصار ساحق. لكنك تستطيع أن تصبح مشجع وفيّ لنادي الهلال الذي يشجعه والدك وأخوانك. 

يبدو أنك لا تريد أن تحظى بحياة هنا، و أن تجرب تساقط الدموع من عينيك، والنحيب على وسادة السرير، أو خنقة العبرة وقت الرحيل. سأخبرك بأمر يخصّ عائلتنا، نحن لا نتشارك الألم، فالألم لا يقبل المشاركة. هو حسب فلسفتنا يا بني مشاعر فردية تنبت من القلب لتتفرع بداخل جسد الفرد وحده فقط، وتزهر شجرة الألم هذه هالات سوداء تحت العين، وفم متقوس للأسفل، وألم في الحنجرة لا نستطع تفسيره.

لذلك يا ابني إن قبلت بقسوة حياتنا، فتشبث بباطن رحمي، وأن أردت أن تتمتع بظلمة القبر افلت يدك وأنا لن أمنعك من ذلك.

من التي قد تصبح أمك

تعليقات

ما أحبه القرّاء