الرابط العجيب بين سكار وزوجة أب سنو وايت
نظرية تكيّف المُتعة
أتمنى أن أُقبل في
جامعة الملك سعود، جلّ ما أرغب فيه هو التخرج بمرتبة شرف، حلمي أن أحصل على وظيفة
مباشرةً بعد تخرجي، سأعمل بجهد لأترقى، سأغير وظيفتي لأحصل على مال أكثر، أبحث عن
الزوجة المثالية، أبحث عن بيت أوسع لتزيد سعادتنا معه....
إلى متى ونحن نلهث
وراء السعادة؟ هل هناك قمة محددة علينا الصعود إليها لنبلغها، ومما تتكون هذه
القمة؟ من مال؟ نجاح علمي؟ حُب العائلة؟ راحة البال؟
تُقدّم لنا نظرية
تكيّف المُتعة نظرة عن السعادة، فهي تفترض أن الشخص دائمًا ما يريد أن يبلُغ أمرًا ليشعر
بأنه سيبلغ سعادته عند تحقيقه، فيسعى بكلّ ما أوتي من قوة وراء ذلك الهدف.
وعندما يُحقق الشخص
مناله يبلغ أوجّ مراحل سعادته، لكنّ بعد فترة معيّنة يبدأ الشخص بالتعوّد مع الوضع
الجديد، فتصبح الشهادة الجامعية مجرد ورقة مرمية في الدرج، ولحظات الحُب مجرد
لحظات تفريغ للعاطفة، وكرسي الجلد في المكتب الكبير مرهق للظهر. فماذا يصنع
الإنسان بعد ذلك؟
غالبًا ما يحاول
الناس مرة أخرى زيادة مستوى السعادة بترقية أهدافهم، فهذا الذي حصل على شهادة
جامعية سيُفكر الآن بالحصول على شهادة دراسات عليا، والذي تزوج لتوه سيفكر بإنجاب
الأطفال وهكذا.
بكلّ حال هذه هي
الحياة فما المشكلة؟ المشكلة هي أن في بعض الأحيان يتعود الأشخاص على مستوىالسعادة الذي وصلوا إليه، فيبدؤون بطلب المزيد والمزيد حتّى يصبح الأمر مرض وضرر عليه أو حتّى في أحيانٍ أخرى على
الناس من حوله
فالكثير من النساء
يحبن التسوق، ويشعرن بسعادة ولّذة لا مثيل لها بعد جولة تسوق إلكترونية أو حتى
واقعية، لكنّ تدخل البعض منهم في دوامة لا نهائية بطلب المزيد من جرعات السعادة
حتّى يصبن بالإدمان.
في المقابل قد يكون
بعض الأحيان الضرر ليس على الشخص نفسه بل على محيطه، وهنا تقع المصيبة!
قد يلجأ البعض إلى
طرق ملتوية ومخادعة ومؤذية في بعض الأحيان لتحقيق السعادة، فهذا يسرق مال ذاك،
وهذا يكذب زورًا ليحصل على منصب هذا.
وهذا هو مربط
الفرس، فالأمر الذي يربط سكار وزوجة أب سنو وايت هو تكيّف المتعة
فهذه زوجة والد
سنو وايت بجمالها الأخاذ، ومنصبها العالي ترغب في المزيد من جرعات السعادة فتُطيح
بابنة زوجها سنووايت وتنصب لها كمين التفاحة السامة.
وهذا سكار بالرغم
من أنه أخ الملك القوي، إلا أنه يطمع في المزيد من المُلك ليتخذ من ابن اخيه شرّ عدو.
في الأخير، اثبتت دراسة أُجريت على مجموعة من الأشخاص فازوا باليانصيب، ومجموعة أخرى أصيبوا بإعاقة حركية في حادث مروري، لمقارنة نسبة السعادة بين المجموعتين. أظهرت النتائج التي صدمت الباحثين أن الذين تعرضّوا لحادث استطاعوا أن يعودوا بعد سنة من مروره إلى مستوى سعادة يقارب كثيرًا سعادتهم قبل الحادث، وفي المقابل الأشخاص الذين فازوا باليانصيب، وبالرغم من أن حالهم تغيرت فجأة وبسرعة إلى الأفضل إلا أن مستوى السعادة بعد سنة من فوزهم قد تراجع. يظن العلماء أن ذلك يرجع إلى التدريج، فكلما تدرجت في سلم السعادة كلما حافظت على مشاعرك السعيدة أكثر، لكن إن انهالت
عليك السعادة من كل حدبٍ وصوب فمن المحتمل أن تفقد اللذة سريعًا.
لذلك تحلّى بالصبر
والمثابرة، ومجّد كل ما هو حولك لتعيش في مستوى سعادة ثابت.
موضوع جميل و عاجبني للامانه وطريقة اقتباسات الفكرة و تجسيدها على أرض الواقع هذا دليل على ارضيتك الخصبة من المعرفة، و خيالك الوسع وإمكانياتك على التنقل و التنسيق بين المواضيع. وعلى فكرة انا لأول مرة اكتب بهذي الطريقة أو الثناء للشخص. ولكن شعرت بالسعادة أثناء القراءة
ردحذف